السياحة الدينية سياحة الحج
يقول الله تعالي في كتابه العزيز “ وَ أَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَ عَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ “ صدق الله العظيم .
الاجتماع و الاتفاق سبيل إلى القوة والنصر، و التفرق و الاختلاف طريق إلى الضعف و الهزيمة ، و ما ارتفعت أمة من الأمم و علت رايتها إلا بالوحدة و التلاحم بين أفرادها ، و توحيد جهودها ، و التاريخ أعظم شاهد على ذلك ، و لذا جاءت النصوص الكثيرة في كتاب الله عز و جل ، و سنة رسوله – صلى الله عليه و سلم – تدعو إلى هذا المبدأ العظيم ، و تحذر من الاختلاف و التنازع و منها قوله تعالى : { و أطيعوا الله و رسوله و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين } ( الأنفال : 46 ) ، و في حديث أبي مسعود : ( كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يمسح مناكبنا في الصلاة ، و يقول : استووا و لا تختلفوا فتختلف قلوبكم ) رواه مسلم .
و زيارة بيت الله الحرام و أداء فريضة الحج يعتبر من الامور المقدسة التي يتمناها أي مسلم موحد في العالم العربي ، و عندما يشاء المولي سبحانه و تعالي و تبدأ الرحلة ، فإنها تبدا بسعادة و ترقب و شغف غير مسبوق ،
ينتقل فيها المسلم من مكان إلي مكان ، و من حال إلي حال اخر ، يمر احيانا علي مكان ، و يستقر احيانا في مكان أخر ، يعيش المسلم في نفس زمان البشر ، ولكنه في الحقيقة في زمان اخر ، فزمان المسلم حينها تحدده ساعته و ساعته تحددها مناسكه ، متي تبدأ و متي تنتهي ،
الجميع يطوف و يسعي و يقف و يرجم ، ثم يعود ، و لكن كم منهم ستتغير بالفعل حياته ؟ كم منهم ستمر عليه اللحظات هناك في إتقان الشعارئر باجسادهم و تسمو ارواحهم حتي انهم حين يغادرون لا تغادر معهم ارواحهم و تظل في هذا المكان المقدس ؟
و يعتبر الحج في نظر العالم من أكبر التجمعات العالمية في قبلة المسلمين ، مكة ، حيث يتجمع عدد ضخم من المسلمين سنويًا من كل أنحاء العالم ، في رحلة وجهتها بيت الله الحرام ، و هدفها تنقية القلب و التطهر من الذنوب ، والتقرب إلى الله ، بعد أن يطول انتظار العديد من الحجاج للقيام بمثل تلك الرحلة ، فالبعض يعمل لسنين من أجل الحصول على مبلغ الحج الذي يتطلب مبالغة ضخمة ، و البعض الآخر ينتظر فرصته في الذهاب ، حيث يتم تخصيص نسبة معينة من الحُجاج لكل دولة سنويًا .
و لكن يبقي السؤال هنا ، كيف يعد الحاج عدته و يتجهز لمثل تلك الرحلة الروحية القوية ؟ ف بالتأكيد هناك امور يجب علي كل حاج فعلها قبل السفر و اخري يجب علي الحاج الالتفات إليها أثناء الحج و نلخص تلك الأمور فيما يلي :
أركان الحج
و للحج أربعة أركان عند جمهور العلماء و هم :
اولا الإحرام و هو نية الدخول في العبادة و النسك ، و له وقت محدد و هو أشهر الحج التي قال عنها الله في كتابه العزيز في قوله تعالي ” الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَ لَا فُسُوقَ وَ لَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ” و ايضا مكان محدد و هي المواقيت التي يحرم منها الحاج ،
ثانيا الوقوف بعرفة لقول النبي صلى الله عليه و سلم ” الحج عرفة ، من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك ” و المقصود بجمع : المزدلفة و يبدأ وقته من زوال شمس يوم التاسع من ذي الحجة و يمتد إلي طلوع فجر يوم النحر ، فمن حصل له في هذا الوقت وقوف بعرفة و لو لحظة واحدة فقد ادرك الوقوف ،
ثالثا طواف الأفاضة لقوله سبحانه ” ثم ليقضوا تفثهم و ليوفوا نذورهم و ليطوفوا بالبيت العتيق ” و هو طواف واجب و لابد من فعله و أنه حابس لمن لم يأت به و وقته بعد الوقوف بعرفة و مزدلفة ولا اخر لوقته عند جمهور العلماء بل يبقي علي الحاج ما دام حيا ،
رابعا السعي بين الصفا و المروة لقوله صلي الله عليه و سلم ” اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي ” و لقول عائشة رضي الله عنها : ” طاف رسول الله – صلى الله عليه و سلم – و طاف المسلمون – تعني بين الصفا و المروة – فكانت سنة ، فلعمري ما أتم الله حج من لم يطف بين الصفا و المروة ”
وهذا السعي هو سعي الحج ، و وقته بالنسبة للمتمتع بعد الوقوف بعرفة و مزدلفة و طواف الإفاضة و أما القارن و المفرد فلهما السعي بعد طواف القدوم .
فهذه هي الأركان الأربعة : الإحرام ، و الوقوف بعرفة ، و طواف الإفاضة ، و السعي بين الصفا و المروة لا يصح الحج بدونها ، و لا يجبر ترك شيء منها بدم و لا بغيره ، بل لا بد من فعله ، كما أن الترتيب في فعل هذه الأركان شرط لا بد منه لصحتها ؛ فيُشترط تقديم الإحرام عليها جميعاً ، و تقديم و قوف عرفة على طواف الإفاضة ، إضافة إلى الإتيان بالسعي بعد طواف صحيح عند جمهور أهل العلم .
واجبات الحج
و عند الانتقال الي واجبات الحج التي يصح بدونها و هي :
1 – يكون الإحرام من الميقات المعتبر شرعاً لقول النبي – صلى الله عليه و سلم – حين وقت المواقيت : ( هن لهن و لمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة ) رواه البخاري .
2 – الوقوف بعرفة إلى الغروب لمن وقف نهاراً لأن النبي – صلى الله عليه و سلم – وقف إلى الغروب و قال : ( لتأخذوا عني مناسككم ) .
3 – المبيت بمزدلفة ليلة النحر واجب عند أكثر أهل العلم لأن النبي – صلى الله عليه و سلم – بات بها و قال : ( لتأخذ أمتي نسكها فإني لا أدري لعلي لا ألقاهم بعد عامي هذا ) ، و لأنه – صلى الله عليه وسلم – أذن للضعفاء بعد منتصف الليل فدل ذلك على وجوب المبيت بمزدلفة ، و قد أمر الله بذكره عند المشعر الحرام ،
و يجوز الدفع إلى منى في آخر الليل للضعفاء من النساء و الصبيان ممن يشق عليهم زحام الناس ، و ذلك ليرموا الجمرة قبل وصول الناس ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : ” كنت فيمن قدم النبيُّ صلى الله عليه و سلم في ضعفة أهله من مزدلفة إلى منى ” متفق عليه ، و عن عائشة رضي الله عنها قالت : ” أرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم بأم سلمة ليلة النحر فرمت الجمرة قبل الفجر ثم أفاضت ” رواه أبو داود .
4 – المبيت بمنى ليالي أيام التشريق لأنه – صلى الله عليه و سلم – بات بها و قال : ( لتأخذوا عني مناسككم ) ، و لأنه أذن لعمه العباس أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته ، و رخص أيضاً لرعاة الإبل في ترك المبيت مما دل على وجوب المبيت لغير عذر .
5 – رمي الجمار : جمرة العقبة يوم العيد ، و الجمرات الثلاث أيام التشريق ، لأن هذا هو فعل النبي صلى الله عليه و سلم ، و لأن الله تعالى قال : { واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه و من تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى } ( البقرة : 203 ) ، و رمي الجمار من ذكر الله ، لقوله عليه الصلاة و السلام : ( إنما جُعل الطواف بالبيت ، و بالصفا و المروة ، و رمي الجمار لإقامة ذكر الله ) رواه أبوداود و غيره .
6 – الحلق و التقصير لأن النبي صلى الله عليه و سلم أمر به فقال : ( و ليقصر و ليحلل ) متفق عليه ، و دعا للمحلقين ثلاثا و للمقصرين مرة .
7 – طواف الوداع لأمر النبي – صلى الله عليه و سلم – بذلك في قوله : ( لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت ) رواه مسلم ، و قول ابن عباس : ” أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض ” .
و هذه الواجبات يصح الحج بترك شيء منها و يجبر المتروك بدم ( شاة أو سُبْع بدنة أو سبع بقرة ) تُذبح في مكة و توزع على فقراء الحرم لقول ابن عباس رضي الله عنهما : ” من نسي من نسكه شيئا أو تركه فليهرق دماً ” .
سنن الحج
و ما عدا هذه الأركان و الواجبات من أعمال الحج فسنن و مستحبات ، كالمبيت بمنى في اليوم الثامن ، و طواف القدوم ، و الرمل في الثلاثة الأشواط الأولى ، و الاضطباع فيه ، و الاغتسال للإحرام ، و لبس إزار و رداء أبيضين نظيفين ، و التلبية من حين الإحرام بالحج إلى أن يرمي جمرة العقبة ، و استلام الحجر و تقبيله ، و الإتيان بالأذكار و الأدعية المأثورة ، و غير ذلك من السنن التي يستحب للحاج أن يفعلها ، و أن لا يفرط فيها اقتداء بالنبي صلى الله عليه و سلم ، و إن كان لا يلزمه شيء بتركها .
و الفرق بين الركن و الواجب و السنة : أن الركن لا يصح الحج إلا به ، و الواجب يصح الحج مع تركه ، غير أنه يجب على من تركه دم ( ذبح شاة ) عند جمهور العلماء ، و أما السنة فمن تركها فلا شيء عليه .
المقاطعة
فور بدأ الرحله يجب ان يقاطع كل حاج كل ما يربطه بالعالم الخارجي ، عليه ان ينسي الهاتف في مكان بعيد و استعماله فقط عند العوده من الحرم ، و إن لم يكن ف علي الأقل اغلاقه حتي لا تتسرب افكار مثل استخدامه لبرهه أو طمأنة الأهل او متابعة سير العمل و مثل تلك الأفكار تسيطر علي البال و تخدع الحاج لأن الأمر سيمتد لتصفح التطبيقات و متابعة اخبار العالم مما يخرجه من الحالة الروحية التي من المفترض ان يكون بها ،
و ترك تلك الأمور الحلال اثناء فترة الحج به تدريب و تقوية و تعليم لجهاد النفس حتي اذا ملكت نفسك في الحلال ملكتها في الحرام ، و بالتالي يجب علي الحج ان ينسي و يتناسي كل ما حوله ، يجب ان يترك الدنيا خلفه التي سيعود اليها بعد انتهاء ايام الحج المعدودة ،
التأمل
الحج دعوة من الله و عندما يدعونا الله فيجب أن نحسن الحضور و لا يكن الهم فقط هو إسقاط الفريضة و إنما التجرد لله عز و جل و السمو بالنفس و العيش بصدق في تلك التجربة التي لا ينال شرفها الكثير من المسلمين ،
فلقد دعانا الله الكريم فليتم تلبية دعوته ب ” لبيك اللهم لبيك ” لبيك ترددها بكل جوارحك كما يرددها لسانك ، لبيك بكل صدق و إسراع الي رحمة الله عز وجل ، لكل منا ما يلفت انتباهه في احوال من حوله ، لكن التباين الشديد لمفهومي الأستطاعة و الرفاهيه بين البشر هي أمر لا يمكن اغفاله و يصعب ان يمر علينا دون ان نتعلم منه شيئا ، تأملو في أحوالكم و فيما يصيبكم برضا و تسليم ، ففي تلك الرحلة يتعرض الحاج الي اختبارات كتأخر الحافله او فقدان المتاع او النقود و قد تكون مرض او اصابه او ضياع طريق ، الي غير ذلك من الامور التي يجب ان يكون المرء يقظ لها و ان يتعامل معها علي انها اختبارات للثبات علي الطاعة و ضبط النفس و الرضا بما قسمه الله .
لقب جديد
كطالب الهندسة الذي يلقب بالبشمهندس مجرد التحاقه بالدراسة الجامعية سينال الجميع لقب حاج \ حاجة ما ان يرتدي ملابس الاحرام و سيصطحبه اللقب طوال فترة الحج و ربما بعد العودة فيجب ان يعزم الحاج علي ان يكون اهلا لهذا اللقب .
و في اطار الحديث عن اثار سياحة الحج اقتصاديا علي الدولة المضيفة و هي المملكة العربية السعودية فإنه تشير دراسة نشرتها جامعة ” أم القري ” إلي ان الحج يتر اثارا كبيرة علي صعيد الإنفاق الكلي و ذلك من خلال المداخيل التي تحصل عليها القطاعات العاملة في الحج من مؤسسات و شركات و نقل و مواصلات و محلات تجارية حيث أن انفاق الحجاج يمثل دخلا عظيما لتلك القطاعات ،
و بحسب الدراسة ، فإن الأثر الأكبر للحج يظهر على صعيد قطاع العقارات ، خصوصا ان بعض الدراسات تشير إلى أن ما ينفق على قطاع الإسكان يستحوذ على 30 – 40 في المائة من إجمالي ميزانية الحاج ، مما يعني أن قطاع الإسكان له نصيب الأسد من الإنفاق على الحج ، و هذا الإنفاق انعكس مؤخرا على نشاط القطاع العقاري بمدينة مكة المكرمة و خصوصا في ظل محدودية عرض المنتج العقاري القريب من الحرم و الخدمات .
كما يترك الحج آثارا اقتصادية على قطاعات أخرى ، مثل التوظيف و النقل و المواصلات و المواد التموينية و الكماليات كالهدايا و التحف و غيرها . و يترك الحج تأثيراته أيضا على ميزان المدفوعات ، و كذلك على الاحتياطات الأجنبية للمملكة ، إذ أن قدوم الحجاج يُنشئ طلباً ملحوظا على الريال السعودي لتغطية نفقات الحج كما ذكرنا سابقا ان كل حاج قبل السفر يعمل علي تبديل مبلغ مناسب من العملات و تحويله الي الريال السعودي لتسهيل التعاملات المالية ، و هذا يشكل موردا هاما للدولة من العملات الأجنبية خصوصا الرئيسية منها .
و يقول بعض المستشاريين الاقتصاديين أن للحج أهمية و دوراً في حل المشاكل الاقتصادية للمسلمين ، كما أنه يعطي للتجارة معنى جديداً في هذه المشاعر المقدَّسة ، إذ يؤدي تواجد الحجاج إلى زيادة الطلب و بالتالي إلى زيادة العرض ، كما يساهم فى لقاء رجال الأعمال ، و التعرّف إلى منتجات كل البلدان الإسلامية ، حيث تنقل هذه المنتجات من بلدة إلى أخرى .
و بلغت إيرادات السعودية من موسم الحج و العمرة للعام 2012 أكثر من 62 مليار ريال ( 16.5 مليار دولار ) مع زيارة أكثر من 12 مليون حاج و معتمر للمملكة ، وفقا لما نقلته بعض الصحف سابقا .
و قد قدر انفاق الحجاج في اليوم الواحد في اسواق مكة المكرمة نحو 189.2 مليون دولار في العام 2010 حسب دراسات منشورة في الصحف السعودية ، و يبلغ إنفاق الحاج الواحد وسطيا خلال المدة التي يقضيها في الحج والبالغة 18 يوما و هي إجمالي المدة التي يقضيها الحجاج في عموم البقاع المقدسة 5 آلاف ريال ليتجاوز إجمالي الإنفاق العام لجميع الحجاج ما يقرب حوالي من 3.25 مليارات دولار علمًا بأن متوسط إنفاق الحاج القادم من الخارج يفوق انفاق الحاج القادم من الداخل ، كما يختلف إنفاق الحجاج تبعًا لعدة ظروف و عوامل تتعلق بعمر الحاج و جنسه و الحالة المادية والحالة الاجتماعية للحاج فضلًا عن مؤشرات الأسعار المتوفرة في الأسواق .
كما يزعم بعض الخبراء أنه لو تم استغلال الحج و التعامل مه كمورد اقتصادي أفضل استغلال و وجد تنظيما أكثر مما هو عليه الآن فإن الدخل الاقتصادي للحج و العمرة سيوازي دخل البترول ،
و في السعودية مشروع خاص للإفادة من الهدي و الأضاحي ، الذي يقوم البنك الإسلامي للتنمية بإدارته و تنفيذه بتكليف من الحكومة السعودية ، و قد أسس البنك مصنعين لاستخلاص مادة الجيلاتين الحلال ، المستخدمة في صناعة الكبسولات الطبية ، و تبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع 600 طن سنويا من مادة الجيلاتين الحلال المستخلصة من العظام ، و 300 طن أخرى من مادة الجيلاتين الحلال المستخلصة من جلود أنعام المشروع .
و تبلغ الطاقة الانتاجية الحالية لمصنع الكبسولات الطبية مليار كبسولة سنوياً ، و ذلك لدى اكتمال المرحلة الأولى من تشغيل مصنع الكبسولات .
و قد أدركت الحكومة السعودية هذه الحقيقة حديثًا و وضعت موسم الحج و العمرة من ضمن أجندتها وواجبها في رؤية السعودية 2030 التي أشرف عليها الأمير- محمد بن سلمان ، و التي تقتضي تخلي الميزانية عن إدمان النفط الذي تعتمد عليه بشكل كبير، و الذي خلف آثارًا سيئة و أزمات اقتصادية متلاحقة للسعودية بعد انخفاض أسعار الطاقة العالمية .